يستطيع الآن السياح المتوجهون إلى تدمر أحد أهم المواقع الاثرية في الشرق الأوسط زيارة مركز جديد يوجههم الى استكشاف المدينة السورية التي عانت عقودا من الإهمال وقلة الاستثمار.
وبدأت في الآونة الأخيرة ورشات عمل لترميم الاثار واعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة الواقعة في وسط الصحراء السورية بتمويل أوروبي وصل إلى 3.1 مليون يورو لاجتذاب عدد اكبر من السياح والارتقاء بالخدمات الى مستوى ينافس مواقع أخرى في المنطقة كالبتراء وأثار في مصر.
وقال وزير السياحة السوري سعد الله أغا قلعة خلال زيارة تدمر هذا الاسبوع إننا نسعى وبخطة متكاملة لخلق تكامل سياحي يجذب الى المدينة كافة أنواع السياحة الثقافية والتاريخية.
وصرح قلعة بأن الحكومة تخطط لبناء مطار في المدينة وتشجيع بناء منتجعات سياحية تجذب من يرغب في الاستجمام واكتشاف البيئة الصحراوية بالاضافة الى اثار تدمر الضخمة.
وشارفت على الانتهاء أعمال ترميم معبد بل الذي يرجع إلى القرن الأول الميلادي والذي كان أكبر صرح في المدينة التي كانت مفصلا هاما على طريق الحرير كما بدأ تمهيد الطريق الرئيسي المؤدي الى الاثار.
واستكمل السنة الماضية مشروع تجديد متحف تدمر الذي يحوي مكتشفات كالمنسوجات النادرة التي نجت من الويلات التي حلت بالمدينة وعملة مسكوك عليها صورة الملكة الاسطورية زنوبيا التي هزمت جيوشها الرومان من قبل.
وكان آخر المشاريع هو مركز للزوار من الطراز التدمري القديم في قلب الاثار والذي افتتح هذا الاسبوع بحضور مسؤولين سوريين وأوروبيين.
وزود المركز بأجهزة سمعية وبصرية حديثة لشرح تاريخ تدمر وانطباعات مكتشفي المدينة الاوائل من الاوروبيين الذين زاروها في منتصف القرن الثامن عشر والذين بهروا بطراز العمارة كأبراج القبور والاعمدة المزخرفة.
وقال ميشيل مقدسي مدير الاثار صمم هذا المركز بما يتناسب مع السياح الغربيين ويعطيهم كل المعلومات اللازمة لشدهم الى هذا المكان وتكملة الصورة لهذه المدينة الاثرية التي كانت في يوم ما مملكة تجابه الرومان.
ويرجع اسم تدمر إلى اللغة الاراميه والذي يعني المدينة الجميلة أو الاعجوبة.
واشتهرت بالتجارة منذ الألف الثالث قبل الميلاد قبل أن يحتلها الرومان في القرن الثالث الميلادي والذي كان بداية لاندثار المدينة وانتهاء دورها التجاري.
وأزيلت الشوارع الاسفلتية التي كانت تشوه منطقة الآثار ليحل مكانها طرقات مخصصة للمشي او لعبور الجمال. ويشرف مجموعة من الخبراء الاوروبيين واليابانيين منذ عام 2002 على عمليات تأهيل تدمر.
وكان مدخل تدمر التي يسكنها حوالي 40 الف نسمة يمر بالمنطقة الاثرية وعدل ليصل الى الساحة الرئيسية في المدينة حيث يوجد المتحف وينتقل من هناك السياح الى مواقع الاثار المختلفة.
وتوقعت هزار عمران مديرة برنامج تطوير تدمر ان تؤدي المشاريع الجديدة الى ارتفاع عدد الزائرين الى تدمر. ولا تتوفر احصاءات عن السياحة في المدينة ولكن يقول الاهالي إن الفترة الاخيرة شهدت ركودا عزوه الى عدم لاستقرار السياسي في المنطقة وعدم كفاية الخدمات والفنادق في المدينة بالرغم من أن الحكومة أزالت عقبات كانت تقف امام القطاع الخاص للاستثمار في السياحة.
ومن أقدم الفنادق في تدمر فندق (زنوبيا) المطل على الآثار والذي تسيطر عليه الان مجموعة الشام للفنادق والتي بدأت تجديده.
وقالت فابيان بوسون السكرتير الاول للمفوضية الاوروبية إن ازدياد عدد السياح المتوقع الى المدينة يجب ان يكون حافزا على حماية الاثار وليس العكس.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أصدار مؤخرا دليلا لمساعدة الحكومة السورية على إدارة المواقع الاثرية في تدمر التي صنفتها الامم المتحدة كأحد مراكز الارث الحضاري العالمي.
تاريخ مملكة تدمر
